التعليم فى مصر - مشاكل التأخر الدراسي
 
الصفحة الرئيسية
السيرة الذاتية
الخطة الاستراتيجية للتعليم فى مصر
برنامج الحزب الوطنى لتطوير التعليم
الإصلاح المتمركز على المدرسة
هيكل التعليم الثانوى فى مصر
الحوكمة الرشيدة
كيف تكسب محبة الاخرين
التقويم التربوى الشامل
أساليب تقويم الطالب
الإشراف التربوي بين الأمس اليوم
مشكلات تطبيق نظام التقويم الشامل
نص قانون كادر المعلمين الجديد
قاموس مصطلحات الكمبيوتر
تطوير التعليم فى مصر
المعلم و الأنشطة التربوية
طرق التدريس العـامة
الجودة الشاملة فى التعليم
المشاركة المجتمعية والتعليم المجتمعي
دليل المعلم في شئون العاملين
التعلم النشط
اختصاصات ومسئوليات الوظائف الإشرافية
الموهوبين
اللامركزية
مهارات التدريس الناجح
أحدث مصادر التعلم التكنولوجية
التــدريب النــاجـــح
مواصفات الإختبار الجيد
مشاكل التأخر الدراسي
الأختصارات التربوية
صور

        مشاكل التأخر الدراسي

 
إعداد : ميشيل شنوده صليب - موجه علوم بالتجريبيات بالقاهرة


تعريف التأخر الدراسي :
هو حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي أو المتوسط.
وللأغراض التربوية يعرف التأخر الدراسي إجرائياً على أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات في جميع المواد.
والتخلف الدراسي نوعان:
تأخر دراسي عام ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85.
تأخر دراسي خاص في مادة بعينها كالحساب مثلاً ويرتبط بنقص القدرة. ويكمن علاج التأخر الدراسي في معرفة الأسباب التي أدت إليه، فقد يكون ناتجاً عن ضعف السمع أو الإبصار لدى الطفل، وقد يكون ناتجاً من اعتلال الصحة والضعف العام. وقد يرجع إلى صعوبة المادة الدراسية وانخفاض مستوى ذكاء الطفل. وقد يرجع إلى سوء طرائق التدريس أو سوء العلاقة بين التلميذ والتوتر والصراع والحرمان. وقد يرجع إلى صعوبات منزلية وتعثر إيجاد مكان مريح وهادئ يستذكر التلميذ فيه دروسه. وقد تكلفه الأسرة بأعمال تشغله عن الواجبات الدراسية وعلى ذلك يكون العلاج موجهاً نحو أسباب الضعف لإزالتها.

تستنفذ الطالبة المتأخرة دراسياً جزءاً من طاقاتها الحيوية والنفسية في مقاومة مشاعر الفشل والإحباط والصراع النفسي الداخلي وتستنفذ جزءاً من طاقتها في كسب ثقة مدرساتها وذويها.

ويتولد عن هذه الضغوط النفسية اضطرابات في سلوك الطالبة، وفي النواحي التربوية والتعليمية، وتنشأ لديها مشكلات أخرى مثل الخوف من الوسط الدراسي، والهروب من المدرسة، وقلق الامتحان، والكذب، والعناد، والعدوان، والتبول اللا إرادي، والبذاءة في الكلام وكثرة الحركة واللامبالاة، وهذه كلها تنعكس وبشكل سلبي على الطالبة، والأسرة، والمدرسة، والمجتمع.
وقديماً ارتبط التأخر الدراسي في ذهن البعض بمفاهيم خاطئة كالتخلف العقلي، أو الغباء، والحقيقة أن بعض المعلمات يحكمن ببساطة شديدة على الطالبة المتأخرة دراسياً بالغباء والتخلف العقلي، وذلك لمجرد عدم فهمها أو بطء تفكيرها أو قلة تحصيلها للمادة العلمية وذلك لمقارنتها بزميلاتها العاديات.
بيد أننا نجد طالبة عادية من حيث الذكاء ولا تستطيع متابعة الدرس كبقية زميلاتها، فالتأخر الدراسي إذن: هو تأخر في التحصيل عن متوسط القرينات ويعد عجزاً مؤقتاً، أما التخلف العقلي فلا يحمل نفس المعنى لأنه عجز دائم في القدرات العقلية.

هذا وتمثل ظاهرة التأخر الدراسي خسارة بشرية واقتصادية كبيرة، ومن هنا وجب الاهتمام بتلك الظاهرة ضماناً للمجتمع وحماية لطالباتنا من سوء التوافق النفسي، والاجتماعي، والمهني، وحماية لهن من الانحراف، والفشل.


ويمكن ملاحظة المظاهر التي تدل على المتأخرة دراسياً وهي:
1- مظاهر رئيسية وتتمثل في:
رسوب الطالبة المتكرر في مقررات دراسية معينة، أو رسوبها المتكرر في السنة الدراسية وإعادتها.

2- مظاهر ثانوية وتتمثل في:
ميل المتأخرة دراسياً إلى السلبية في الفصل، وعدم المشاركة أثناء المناقشة، وكذلك الشعور بالنقص، وعدم الثقة بالنفس، وعدم الانتباه، والتحدث أثناء الدرس، والفوضى والنوم داخل الفصل، والتغيب عن المدرسة والهروب من الحصص.
وهناك أيضاً الخصائص التي تبدو عليها المتأخرات دراسياً، بسبب الانخفاض في مستوى ذكائهن، وتلك الخصائص ليست متشابهة تماماً في جميع حالات المتأخرات، إلا أن هناك ارتفاعاً في درجة التشابه بينها ومنها:

- أنه يصعب عليهن استخدام المعلومات، أو المهارات التعليمية، المتوافرة لديهن في حل المشكلات التي تقابلهن.
- يظهرن اضطراباً واضحاً في العمليات الإدراكية ومستوى الفهم، كما يظهر ذلك في بعض العمليات المرتبطة باللغة حيث تعكس اضطراباً في التفكير، أو الحديث أو القراءة.
- قصور في الذاكرة ويبدو ذلك في عدم القدرة على اختزان المعلومات وحفظها.
- قصور في الانتباه ويبدو في عدم القدرة على التركيز.
- ضعف في القدرة على التفكير الاستنتاجي.
- يظهرن تبايناً واضحاً بين أدائهن الفعلي، والمتوقع منهن.
- يظهرن ضعفاً واضحاً في ربط المعاني داخل الذاكرة.
- يظهرن ضآلة وضعفاً في البناء المعرفي.
- يظهرن بطئاً في تعلم بعض العمليات العقلية، كالتعرف، والتميز والتحليل، والتقويم.


هذا وتشير بعض الدراسات إلى أن التأخر الدراسي له أشكال ومستويات تنحصر فيما يأتي:
1- العوامل العقلية :-
تعد القدرات العقلية العامة (الذكاء) أحد الأسباب في ذلك، وكذلك ضعف بعض القدرات مثل القدرة العددية، حيث تكون مسؤولة عن ضعف الطالبة في الرياضيات مثلاً، أو ضعف القدرة اللغوية الذي قد يكون مسئولاً عن ضعف الطالبة في اللغة العربية، أو الإنجليزية، وكذلك ضعف الذاكرة والنسيان، وكثرة السرحان، وتشتت الانتباه، وعدم القدرة على التركيز أثناء الشرح.

2- العوامل النفسية والانفعالية:-
وتتمثل في:
- فقدان أو ضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على التكيف والاستقرار.
- الإصابة بالإحباط والقلق أو الاستغراق في أحلام اليقظة.
- قدرات الطالبة المحدودة في توجيه الذات للمثابرة والجد والصبر، والاعتماد على النفس.
- القلق والخوف من الامتحانات.
- نقص المسؤولية لدى الطالبة واللامبالاة والكسل.

3- العوامل الجسمية :-
وتتمثل العوامل الجسمية في الأمراض المزمنة؛ كالقلب والربو، والصرع، والتهاب اللوزتين المتكرر، والإعاقات، وضعف الحواس، ومشكلات النطق، وكذلك ضعف الصحة العامة، وسوء التغذية، وفقر الدم، وعدم أخذ النوم الكافي، حيث يؤدي ذلك إلى ضعف قدرة الطالبة على التركيز والاستيعاب، وإجهادها وعدم استطاعتها إكمال اليوم الدراسي بحيوية ونشاط.
4- عوامل اجتماعية:-
وتتمثل هذه العوامل في:
- أمور تتعلق بالبيئة الأسرية مثل: إتباع أساليب خاطئة في التنشئة الاجتماعية، وسوء معاملة الوالدين، والخلافات الأسرية، والتفكك العائلي، وكذلك انخفاض المستوى الاقتصادي، وظروف السكن غير الملائم، من حيث عدم توافر الهدوء، والراحة، والتهوية، والإضاءة، والازدحام حيث إن هذه العوامل تجعل الظروف غير مواتية للاستذكار.
- انشغال الطالبة بالأعمال المنزلية، والالتزامات الأسرية، وكثرة الضيوف، والزيارات المستمرة، وأثر ذلك في عدم توفر الوقت الكافي للاستذكار.
- انخفاض درجة تعليم الوالدين، وعدم الاهتمام بالتعليم والمتابعة.
- ضعف العلاقة بين المنزل والمدرسة، نتيجة عدم التعاون بينهما، وقلة زيارة الأم للمدرسة، وعدم قيام المدرسة بدورها في هذا المجال.
- تأثير جماعة الصديقات من رفيقات السوء، حيث تفقد الطالبة برفقتهن الحافز للدراسة، والاستذكار، والمثابرة، وتنصاع لهن وتسلك سلوك التمرد والعصيان.
- وجود مغريات في المنزل، تصرف الطالبة عن الدراسة مثل وسائل الإعلام، والاتصالات، وما تحتويه من القنوات الفضائية وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وغيرها.
5- عوامل مدرسية:
تتمثل في:
- انتقال الطالبة من مدرسة إلى أخرى أو من فصل لآخر.
- تنقلات المدرسات.
- تكوين اتجاهات سلبية تجاه إحدى المعلمات، أو بعضهن، بالإضافة إلى المعاملة القاسية أو التهاون من قبل المعلمة.
- طرق التدريس، والأسلوب المتبع في توصيل المادة.
- كثرة غياب الطالبة عن المدرسة.
- عدم ملائمة الخبرات التدريسية لخصائصها.
- كثرة التعديل في الجدول الدراسي وعدم مناسبته لميول وقدرات التلميذات.
- الإدارة والنظام السيئان بالمدرسة وصعوبة المناهج ونظام الامتحانات.
- عدم توفر الإرشاد التربوي المناسب للطالبات في المدرسة والأسرة.
-العادات غير الجيدة للطالبة أثناء الاستذكار كـ:
أ‌- الاعتماد على الحفظ دون الفهم.
ب‌- إهمال بعض أجزاء المنهج.
ت‌- عدم القدرة على التمييز بين المهم وغير المهم.
ث‌- عدم القدرة على توزيع الوقت والجهد على المواد حسب الحاجة.
ج‌- عدم الانتظام في الاستذكار بشكل يومي.
ح‌- رداءة الخط وعدم القدرة على التعبير.




حلول مشكلة التأخر الدراسي:
لا بد من استخدام بعض الوسائل في تشخيص التأخر الدراسي وجمع المعلومات عن المشكلة مثل:
1- سجل المعلومات الشامل.
2- سجل التحصيل الدراسي.
3- ملاحظات مربية الفصل.
4- ملاحظات المعلمات.
5- ملاحظات المرشدة الطلابية.
6- ملاحظات الأسرة.
7- نتائج الامتحانات.
8- المقابلة.
9- ملاحظات الأخصائية النفسية.
10- ملاحظات الطبيبة النفسية.
11- الفحوص الطبية.
12- الاختبارات المقننة.
13- ملاحظة مدى انتباه الطالبة في الصف الدراسي.
14- دراسة ظروف البيئة الأسرية.
15- دراسة ما يبدو على الطالبة من أعراض عضوية؛ كضعف البصر والسمع والإجهاد والتوتر والقلق، وتحديد ما إذا كان التأخير حديثاً أم طارئاً مزمناً.
16- دراسة الظروف الصحية للطالبة.
الأساليب الإرشادية المتبعة لعلاج المشكلة:

يتحدد الأسلوب الإرشادي وفق حالة التأخر الدراسي، فقد يكون تأخراً عاماً شاملاً لكل المواد، وقد يكون في مقرر معين، وقد يكون متراكماً، وقد يكون طارئاً وبعد الدراسة والتشخيص ومعرفة الأسباب يتم تقديم الأساليب العلاجية والإرشادية التالية:

أولاً: أساليب إرشادية وقائية:-
وتتمثل في مجموع الجهود التي تحد من العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي، وإجراء البحوث التربوية التي تكشف عن أسباب المشكلة.
وأكثر المقررات التي يتم فيها الرسوب، وكذلك التأكيد على المعلمات بإتباع الأساليب التربوية أثناء التدريس، وفي التعامل مع الطالبات، ومتابعة مستوى تحصيل الطالبات.

ثانياً: أساليب إرشادية علاجية ومنها:

- التعاون مع المعلمات لإعداد برنامج تربوي تعليمي علاجي.
- العلاج بالواقع لتبصيرها وزيادة المسؤولية والوعي وتنظيم الوقت.
- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال مجالس الأمهات في المدرسة.
- التدخلات الطبية للحالات التي لديها مشكلات في السمع أو الإبصار، أو الحالات العصبية، أو الصرع أو النشاط الزائد أو نقص الانتباه، وذلك بتحويل الطالبة للوحدة الصحية أو المستشفيات المتخصصة.
- كذلك دراسة المؤثرات الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي، وتعديل أسلوب المعاملة في البيت، المدرسة والفصل. بما يخدم المتأخرات دراسياً.
- كذلك تنمية الدوافع لدى الطالبة المتأخرة دراسياً وتدعيم ثقتها بنفسها، عن طريق محاولة اكتشاف نواحي القوة في شخصيتها وتعزيزها. وتغيير اتجاهاتها السلبية نحو المعلمة، والمدرسة المقررات الدراسية. وجعلها أكثر إيجابية.
- تنظيم برامج الإرشاد التربوي المناسبة لكل مرحلة للوقاية وعلاج هذه المشكلة.
- تحويل الطالبة التي تعاني من ضعف في قدراتها العقلية إلى المستشفيات المتخصصة لإجراء اختبارات الذكاء لها، ومن ثم تحويلها إذا استدعى الأمر إلى معاهد التربية الفكرية بعد التفاهم مع أسرتها.
- تنظيم المحاضرات، والندوات واللقاءات الجماعية والفردية، لمناقشة أساليب الاستذكار الجيد، ووضع خطة مناسبة لذلك مع الطلبة والأسرة.


- عقد لقاءات مع أمهات الطالبات لمناقشة أسباب التأخر وأساليب علاجه، مع التأكيد على طابع السرية لهذه المناقشة بحيث لا تتم بحضور بقية الأمهات.

- متابعة مستوى تحصيل الطالبات المتأخرات دراسياً لعلاج المشكلات التي تحول دون تحقيقهن لمستوى تحصيلي جيد وذلك باستخدام استمارة المتابعة.

- صرف إعانة للطالبة التي تعاني من انخفاض المستوى الاقتصادي، من بند المساعدات الاجتماعية وذلك بعد إجراء البحث اللازم عن المستوى الاقتصادي للأسرة وتصرف هذه المعونة بشكل عيني وبالشكل الذي يساعد الطالبة على التكيف مع المجتمع المدرسي.


ثالثاً: أساليب إرشادية عامة:-
تلعب المرشدة الطلابية دور المنسقة مع الجهات المسؤولة عن العملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة وخارجها التي لها دور في علاج هذه المشكلة من معلمة، وإدارة، وأجهزة تخطيط ومتابعة، وذلك من خلال التأكيد على الأمور التالية:

- ضرورة مراجعة المناهج، وطرق التدريس التي تتعلم بها التلميذة المتأخرة دراسياً.
- تقديم الخبرات التعليمية والمعلومات بطريقة مناسبة وتوفير الأنشطة الحرة.
- تذكير المعلمة أن التلميذة المتأخرة دراسياً تحتاج إلى طرق خاصة في العرض تكون أكثر تشويقاً وتنوعاً، وأنها تحتاج إلى تبسيط المحتويات والبدء من البسيط السهل إلى المركب الصعب.
- مراعاة حاجات التلميذات المختلفة والعمل على إشباعها والاهتمام بخصائص نمو المرحلة.
- الحرص على الشمول في تقديم المعلومات والمراجعة باستمرار.
- التوازن بين تنمية القدرات العقلية والجسمية والاجتماعية في جميع النواحي التربوية والتعليمية.
- استخدام الوسائل التعليمية المعينة والمناسبة.
- تقديم الخبرات المحسوسة، والبعد عن المجردات، والحرص على الربط بالواقع والخبرات السابقة.
- الإقلال من عدد الطالبات في الفصول.
- تهيئة الجو المدرسي المناسب لتشعر فيه الطالبة بالأمان والاستقرار مما يحبب لها المدرسة.
- تذكير المعلمات بالاهتمام بالفروق الفردية بين الطالبات وضرورة مراعاتها، وإتباع أساليب التقويم الجيدة والعادلة والاهتمام بمتابعة الطالبات الضعيفات في مادتهن وتشجيع الطالبات اللاتي أبدين تحسناً والرفق في معاملتهن.
- هذا ولأهمية هذه المشكلة فإنه من الضروري تضافر جهود جميع العاملات بالمدرسة بصفة خاصة والعاملات في المجال التربوي بصفة عامة لدراسة هذه المشكلة، وتشخيصها، للوقوف على أسبابها. ومن ثم وضع البرامج المتكاملة الكفيلة بحلها.




This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free